“مينا رزق” .. الشاب المصري الذي صعد إلى رئاسة “منظمة الفاو”

تمكنت الدبلوماسية المصرية من تحقيق انجازا دوليا كبيرا، وذلك لاختيار مينا رزق رئيسًا جديدًا لمنظمة الفاو (منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة).

يأتي هذا الإنجاز تتويجًا لمسيرة مهنية حافلة قضاها مينا رزق في مجال التنمية الزراعية والأمن الغذائي، مما جعله محل ثقة المجتمع الدولي في وقت تتزايد فيه التحديات المتعلقة بالغذاء وتغير المناخ.

مينا رزق.. أول مصر يتولي رئاسة منظمة الفاو

يشير اختيار مينا رزق لهذا المنصب إلى التقدير الكبير الذي تحظى به الكفاءات المصرية فقد سبق أن شغل رزق مناصب متعددة داخل منظمة الفاو، وشارك في قيادة مشاريع استراتيجية في إفريقيا وآسيا، وقدم مساهمات كبيرة في صياغة سياسات تدعم الزراعة المستدامة ومواجهة الجوع وسوء التغذية.

تعد منظمة الفاو، ومقرها في روما، من أهم الوكالات التابعة للأمم المتحدة، وتعمل على مكافحة الجوع وتحقيق الأمن الغذائي وضمان الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية.

ويأتي تعيين مينا رزق في رئاستها في لحظة حرجة يشهد فيها العالم أزمات غذائية حادة نتيجة النزاعات والكوارث المناخية، وهو ما يضع على عاتقه مسؤولية قيادة الجهود الدولية نحو حلول أكثر شمولًا واستدامة.

منظمة الفاو

مينا رزق… رؤى جديدة لمنظمة الفاو العريقة في تحقيق التنمية المستدامة للدول النامية

من المتوقع أن يحمل مينا رزق إلى المنظمة رؤى جديدة تستند إلى خبرته في العمل الميداني والعلمي، خصوصًا في مناطق العالم الأكثر هشاشة،حيث تنتشر الصراعات ويؤثر على الوصول إلى والموراد الأساسية الضرورية.

وعبر هذا، يمكن أن يساهم منظمة الفاو في تعزيز التعاون بين بلدان الجنوب، وتعميق الشراكات بين منظمة الفاو والدول النامية، بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.

ويعد هذا الإنجاز أيضًا مصدر فخر لمصر وللقارة الإفريقية، ويفتح الباب أمام مزيد من التمثيل العربي في المؤسسات الدولية، وبشكل آخر، يمثل رسالة قوية بأن الكفاءات العربية قادرة على تقديم حلول فعلية للتحديات العالمية.

من ناحية أخرى، فإن تعيين مينا رزق رئيسًا لـ منظمة الفاو لا يمثل فقط إنجازًا شخصيًا، بل هو أيضًا تتويج لمسار طويل من العمل الجاد، ودليل على مكانة مصر المتصاعدة على الساحة الدولية، خاصة في الملفات المتعلقة بالتنمية المستدامة والعدالة الغذائية.

يذكر أن مينا رزق هو أحد أبناء وزارة الخارجية المصرية وأحد كوادرها الشابة، وقد عمل دبلوماسيا في وزارة الخارجية لفترة كبيرة، ويمثل أحد الكوادر الشابة للدبلوماسية المصرية التي تسعى إلى تحقيق التواصل الفعال مع كافة الأطراف الدولية.

في المجمل، يشكل اختيار أول مصري وعربي يتولى هذا المنصب الرفيع منذ تأسيس المنظمة عام 1945، علامة فارقة في المنظمات الدولية، كما يعكس الدور النشط الذي تلعبه مصر في قضايا الأمن الغذائي العالمي والتنمية المستدامة.