خبراء: التكيف سيكون أهم آلية للحفاظ على الوظائف من الذكاء الاصطناعي

كشف تقرير حول تأثير الذكاء الاصطناعي على الطلب في سوق العمل أن عدد الوظائف تراجع بشكل طفيف في الربع الثاني، قبل أن يعاود الارتفاع في الربع الثالث، ما يعكس ديناميكية السوق وتقلبات العرض والطلب.

واستعرض التقرير الذي أطلقه المركز المصري للدراسات الاقتصادية ECES حركة سوق الوظائف في مصر خلال الربعين الثاني والثالث من عام 2025، وتأثير الذكاء الاصطناعي على الطلب على هذه الوظائف مع التركيز على القطاعات الأكثر نشاطاً وهي: المحاسبة، الصحافة، الدعم الفني وخدمة العملاء (الكول سنتر)، والسياحة.

وضمت حلقة النقاش خبراء ومتخصصون في هذه المجالات الدكتورة مها عبد الناصر عضو مجلس النواب، ماجد عزالدين شريك شركة ووتر، فؤاد نبيل نائب رئيس مجلس إدارة شركة إمكو ترافيل، أكرم القصاص الكاتب الصحفي.

واستعرض فريق عمل المركز نتائج الدراسة التي أظهرت أن نحو 65% من الوظائف تتركز في العاصمة القاهرة الكبرى، بينما استحوذت باقي المحافظات مجتمعة على النسبة المتبقية، وهو ما يعكس استمرار ظاهرة “المركزية” في سوق العمل المصري.

كما أظهر فريق العمل في مصر ما زال يعكس الفجوة التقليدية بين وظائف الياقات البيضاء (المكتبية والإدارية) والياقات الزرقاء (المهنية واليدوية).

وشكلت نسبة كبيرة من إجمالي الوظائف المعلنة في قطاعات مثل المحاسبة، الصحافة، التسويق، وخدمة العملاء. هذه الوظائف تتطلب غالباً مؤهلات جامعية أو خبرة متوسطة إلى عالية، وتتميز بارتفاع نسبة المهام القابلة للأتمتة باستخدام الذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، في قطاع المحاسبة يقدر التقرير أن نحو 58% من المهام يمكن أن تُنجز آلياً، بينما في الصحافة تصل النسبة إلى 55%، خاصة في المهام الروتينية مثل الترجمة وتجهيز الأخبار.

استمر الطلب عليها في قطاعات مثل الخدمات، القيادة والتوصيل، السياحة، والمبيعات الميدانية. ورغم أن هذه الوظائف تستحوذ على شريحة واسعة من العاملين من ذوي التعليم المتوسط، إلا أن نسبة تأثرها المباشر بالأتمتة تبقى أقل في الوقت الحالي مقارنة بالوظائف المكتبية، لارتباطها بالأنشطة الميدانية والتعامل المباشر مع العملاء أو البنية التحتية. ومع ذلك، أشار التقرير إلى أن إدخال تقنيات مثل المركبات ذاتية القيادة أو أنظمة الحجز الذكية قد يؤثر تدريجياً على هذه الفئة في المستقبل.