أصبحت التنمية المستدامة هي المخطط الأساسي لتحقيق مستقبل أفضل وأكثر إستدامة من خلال التصدى للتحديات العالمية التي نواجهها ، بما في ذلك تلك المتعلقة بالفقر وعدم المساواة وتغير المناخ والتدهور البيئي والسلام والعدالة. إلى غيرها من الأهداف السبعة عشر المترابطة بالتنمية المستدامة وقد رسمت هيئة الأمم المتحدة خارطة للتنمية البيئية والاجتماعية والاقتصادية على مستوى العالم، هدفها الأول هو تحسين ظروف المعيشية لكل فرد في المجتمع، وتطوير وسائل الإنتاج وأساليبه، وإدارتها بطرق لا تؤدي إلى إستنزاف الموارد الطبيعية، حيث أدت أنماط الاستهلاك والإنتاج غير المستدامة وغير الآمنة إلى نفايات سامة وموارد محدودة والجور على نصيب الأجيال القادمة من الموارد الإقتصاية وعلى وجه الخصوص اكتسبت إعادة تدوير البلاستيك وتقليل إستخدامه أهمية بالغة بسبب الجهود الدولية فى جميع أنحاء العالم.
و تعد النفايات البلاستيكية واحدة من أكبر المشكلات التي تواجه الإقتصاد العالمى ، حيث تمتد آثارها على نطاق واسع يؤثر على صحة الإنسان ، ويدمر النظم البيئية ، ويضر بالحياة البرية خاصة الحياة البحرية وقد تفاقمت مشكلة النفايات البلاستيكية في العقود الأخيرة حيث إستمر إستهلاك مادة البلاستيك في الارتفاع وقد تضاعف الإنتاج العالمي من البلاستيك حيث تجاوز حاجز 400 مليون طن سنويًا ، بينما يبلغ متوسط عمر المنتجات البلاستيكية حوالي 10 سنوات فقد تستغرق بعض أنواع البلاستيكما يصل إلى 500 عام ليتحلل إعتمادًا على تكوينه والتخلص منه .
وتعد قارة آسيا هي أكبر مُنتج للبلاستيك في العالم ، وقد شكلت الصين وحدها 32% من الإنتاج العالمي في عام 2021 ، أنتجت الصين ما يقرب بين 6و 12 مليون طن من المنتجات البلاستيكية شهرياً ، كما تحتل أمريكا الشمالية المرتبة الثانية على مستوى العالم من حيث إنتاج البلاستيك ، بحصة 18% في عام 2021.
ومن المتوقع أن يتضاعف إنتاج النفايات البلاستيكية العالمية ثلاث مرات بحلول عام 2060 ، ليتجاوز مليار طن ، ويتوقع فى حالة إتباع سياسات وتدابير جديدة ، على سبيل المثال زيادة الضرائب على إستخدام البلاستيك ونظام إعادة التدوير العالمي ، فقد ينخفض هذا الرقم إلى أقل من 700 مليون طن .
وقد تسببت جائحة كوفيد19 بإضافة نحو ١٢٩ مليار كمامة و٦٥مليار قفاز بلاستيكي إستهلكها العالم شهريا نتيجة الوباء وباتت تهدد الأوساط المائية والكائنات الحية بإرتفاع غير مسبوق في التلوث البلاستيكي. بالإضافة إلى ذلك فإن جذور النباتات تمتص الجسيمات الناتجة عن النفايات البلاستيكية، مما يؤدى إلى ظاهرة التلوث البلاستيكى للمنتجات الغذائية .
تعريف التلوث البلاستيكي:
يعرف التلوث البلاستيكى بإنه التلوث الناتج عن جزيئات البلاستيك وهي عبارة عـن كـرات بلاسـتيكية هي الأساس الذي يستخدم لتصنيع المنتجات البلاستيكية، وتنقسم إلى(مـايكرو بلاسـتيك) أى جزئيات صغيرة وتطلـق علـى البلاسـتيك الـذي يـتراوح حجـمه بـين ٢ إلـى ٥ مليم ، أما (المـاكرو بلاسـتيك) أى جزئيات كبيرة فيطلق على البلاستيك الذي يصل حجمه إلى ٢٠ ملم ، يؤثر التلوث البلاسـتيكي علـى الأراضي، عن طريق المواد الكيميائية الضارة التي تصل إلـى التربـة المحيطـة، وتتسـرب إلى المياه الجوفيـة أيضـا ويـؤدى ذلـك إلـى أضـرار بالغـة لجميـع الكائنـات الحيـة .
النفايات البلاستيكية وآثارها البيئية
يزيد إنتاج النفايات البلاستيكية على المستوى العالمى بشكل مضطرد خلال العقود السابقة ، وينتهي الجزء الأكبر منه في مكبات النفايات أو حرقها أو تسربها إلى البيئة ، و 9٪ فقط من النفايات البلاستيكية يتم إعادة تدويرها بنجاح ، وفقًا لتقارير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وتتراوح النفايات البلاستيكية التي ينتجها الفرد سنويًا من 221 كجم في الولايات المتحدة و 114 كجم في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الأوروبية إلى 69 كجم في المتوسط في اليابان وكوريا ، يأتي معظم التلوث البلاستيكي من التجميع غير الكافي والتخلص من الحطام البلاستيكي الأكبر حجمًا والمعروف باسم ماكرو بلاستيك ، ولكن تسرب المواد البلاستيكية الدقيقة (البوليمرات الاصطناعية التي يقل قطرها عن 5 مم) من أشياء مثل المنتجات البلاستيكية الصناعية والمنسوجات الاصطناعية وتآكل الإطارات يشكل خطراً إضافياً كبيراً .
ويمكن تلخيص أهم ملامح إنتاج البلاستيك ونمط التعامل مع النفايات البلاستيكية على النحو التالى:
- تضاعف إستهلاك البلاستيك أربع مرات خلال الثلاثين عامًا الماضية ، مدفوعًا بالنمو في الأسواق الناشئة، كما تضاعف الإنتاج العالمي من البلاستيك من عام 2000 إلى عام 2019 ليتجاوز حاجز الـ 400 مليون طن و تشكل المواد البلاستيكية 3.4٪ من إنبعاثات غازات الإحتباس الحراري العالمية.
- تضاعف إنتاج النفايات البلاستيكية العالمية أكثر من الضعف من عام 2000 إلى عام 2019 إلى 353 مليون طن ، يأتي ما يقرب من ثلثي النفايات البلاستيكية من المواد البلاستيكية التي تقل أعمارها عن خمس سنوات ، وتأتي 40٪ من مواد التعبئة والتغليف ، و 12٪ من السلع الاستهلاكية ، و 11٪ من الملابس والمنسوجات ، كما توزع باقى النسبة على مجموعة من المنتجات المتنوعة.
- يتم إعادة تدوير 9٪ فقط من النفايات البلاستيكية (يتم جمع 15٪ لإعادة التدوير ولكن يتم التخلص من 40٪ منها كمخلفات) ، يتم حرق 19٪ أخرى ، و 50٪ ينتهي بها المطاف في مكبات النفايات و 22٪ يخرج من أنظمة إدارة النفايات ويذهب إلى مكبات غير خاضعة للرقابة ، أو يتم حرقها في حفر مفتوحة أو ينتهي بها الأمر في بيئات أرضية أو مائية ، خاصة في البلدان النامية.
- في عام 2019 ، تسرب 6.1 مليون طن من النفايات البلاستيكية إلى البيئات المائية وتدفق 1.7 مليون طن في المحيطات ويوجد الآن ما يقدر بنحو 30 مليون طن من النفايات البلاستيكية في البحار والمحيطات ، و 109 مليون طن أخرى تراكمت في الأنهار ، ويشير تراكم البلاستيك في الأنهار إلى أن التسرب إلى المحيط سيستمر لعقود قادمة ، حتى لو كان من الممكن تقليل النفايات البلاستيكية التي تتم إدارتها بشكل سيء بشكل كبير.
- وبالتالى يعد النظر في سلاسل الإمداد العالمية والتجارة في البلاستيك ، ومواءمة نهج التصميم وتنظيم المواد الكيميائية ، المفتاح لتحسين دائرية التعامل مع البلاستيك ويجب أن يؤدي النهج الدولي لإدارة النفايات إلى إستغلال جميع مصادر التمويل المتاحة ، بما في ذلك مساعدات التنمية ، لمساعدة البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل على تلبية التكاليف المقدرة بـ 25 مليار يورو سنويًا لتحسين البنية التحتية لإدارة النفايات.
ومن المتوقع أن يكون طمر النفايات هو الشكل الرئيسي لإدارة النفايات في جميع أنحاء العالم على مدى العقود الأربعة القادمة ، حيث سترتفع كمية النفايات التي يتم التخلص منها في مواقع دفن النفايات من 174 مليون طن في عام 2019 إلى أكثر من نصف مليار طن بحلول عام 2060. وفي الوقت نفسه ، من المقرر أن تصل كمية النفايات البلاستيكية المعاد تدويرها إلى 176 مليون طن بحلول عام 2060 ، وهو ما يمثل حوالي 17 في المائة من إدارة النفايات العالمية المتوقعة فى هذا العام.
وما يزيد من صعوبة الآمر فإن البلاستيك يساهم مساهمة مباشرة في تغير المناخ حيث يمثل البلاستيك المصنوع من الوقود الحفرى بنسبة 20% من إجمالي إستهلاك النفط والتى يتطلب تصنيعها وإعادة تدويرها وحرقها طاقة مكثفة مما يؤدي إلى انبعاثات كربونية عالية.
مخاطر التلوث البلاستيكى
تشمل مخاطر التلوث البلاستيكى الأضرار المادية ، فضلاً عن المخاطر على صحة الإنسان والحيوان والأماكن والسفن والمعدات ، وهذه المخاطر لها علاقة مباشرة ببعض القطاعات ، بما في ذلك مصايد الأسماك والسياحة. كما أن لها عواقب مباشرة على صحة الإنسان والحياة البرية ، والتي بدورها تؤثر على قطاع الصحة ، والحكومات .
- وجود المواد البلاستيكية الدقيقة في المأكولات البحرية والمياه المعبأة وغيرها من المنتجات التى يمكن أن تؤثر على صحة الإنسان ، والتى تتواجد في مجموعة واسعة من المنتجات المنزلية ، من الطلاء إلى منتجات العناية الشخصية ومستحضرات التجميل وتمثل مخاطر كبيرة على صحة الإنسان .
- إنبعاثات الكربون نتيجة إنتاج البلاستيك وإعادة تدويره وحرقه حيث يصنع البلاستيك من البتروكيماويات المشتقة من النفط وتتطلب عمليات الإنتاج بشكل عام إستهلاك كثيف للطاقة ويعتبر تصنيع البلاستيك مسؤولا عن 20 ٪ من إجمالي إستهلاك الزيت ذو البصمة الكربونية العالية والمتنامية.
- الأضرار التي تلحق بالنظم البيئية والتنوع البيولوجي نتيجة التلوث البلاستيكي وخاصة في المحيط وهذا بدوره يؤثر على التنوع البيولوجي فى البيئة العالمية.
- الإضرار بصحة وجودة حياة الانسان ، وخاصة في البيئات الساحلية ، المعرضين للتلوث البلاستيكي. حيث يشكل التلوث بالبلاستيك مخاطر على كل من صحة الإنسان ونوعية الحياة ، لا سيما بنسبة كبيرة للسكان الذين يعيشون في المناطق الساحلية وما حولها.
- فقدان الدخل وفرص العمل بسبب تضرر المناطق السياحية من التلوث البلاستيكي وخاصة الشواطئ ، والتى باتت ملوثة بشكل متزايد بالحطام البلاستيكي وهذا يقلل من جاذبية هذه المناطق للسياح ، مما يقلل بدوره من دخول وفرص الأعمال والمؤسسات الصغيرة والعمال الذين يعتمدون عليها.
- التأثير الاقتصادي على مصايد الأسماك نتيجة التلوث البلاستيكي حيث تتأثر مصايد الأسماك إقتصادياً بالأضرار التي لحقت بالسفن ومعدات الصيد بسبب الملوثات البحرية .
- الأضرار التي تلحقت بالسفن البحرية نتيجة الملوثات البحرية ، بما في ذلك تشابك الأجسام البلاستيكية مع رفصات السفن مما يعيق حركتها فضلاً عن إمتصاص البلاستيك في أنظمة التبريد.
الجهود الدولية لمكافحة التلوث البلاستيكي
نظــرا لتفـاقم مخــاطر المواد البلاسـتيكية وإتساع رقعة آثارها السلبية لتشمل النظام البيئـي ككل ، اتجه إهتمـام الهيئـات والمنظمــات الدوليــة للبحــث في الطــرق الآمنــة لإدارة النفايــات الخطــرة وأُنشـأت بـرامج وأُبرمـت معاهـدات للحد من المخاطر والبحـث عـن بـدائل أقـل خطـورة والتخلص الآمن منه .
ولقد أطلقت العديد من الدول بعض المبادرات للحد من إنتشار التلوث البلاستيكي في جميـع أنحـاء العـالم، حيث طبقت عدد من مـدن ودول ومنـاطق مختلفـة حظـر مختلف المواد البلاستيكية ذات الإستخدام الواحـد مثال على ذلك : حظـر إستخدام الأكيـاس في المغـرب وسياتل، وحظر إستخدام القش البلاستيكي (شـفاطات الشـرب البلاسـتيكية) في الولايات المتحدة وهناك أكثــر مــن ٣٠ دولــة لــديها حظــر إقليمــي أو علــى مســتوى الدولــة علــى إستخدام الأكيــاس البلاستيكية ، وإلتـزمت بعض الشـركات بـالتخلي عـن البلاسـتيك لجميـع منتجـات علامتهـا التجاريـة .
وقد أعلنت الصين تطبيـق حظـر علــى إســتخدام المــواد البلاســتيكية ذات الإســتخدام الواحــد ، وتقييد إنتاج وبيع وإستخدام بعض المنتجات التي تعتمد في تصنيعها على المواد البلاستيكية ؛ وكان لقرار الصين آثر مباشر على قيـام العديد من الدول بإتخاذ إجراءات لمكافحة التلوث البلاسـتيكي ، من بينها المملكـة المتحـدة التى تحظر إسـتخدام البلاسـتيك غيـر القابـل لإعـادة الإسـتخدام ، تخلى المطـاعم عن إستخدام شـفاطات الشـرب البلاسـتيكية ، أعلنت اسـكتلندا البريطانية عن حظر إسـتخدام شـفاطات الشـرب البلاسـتيكية علـى نطـاق الـبلاد ، وحظرت المملكـة المتحدة إستخدام الحبيبات البلاستيكية الدقيقة ، وكذلك حظر التعبئـة البلاسـتيكية في محلات السوبر ماركت وخفض إستخدام العبوات البلاستيكية وقد أعلنــت هيئــة البيئــة بأبــوظبي خفــض إســتهلاك الأكيــاس البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة تدريجي وصولا إلى حظر إسـتخدامها وإسـتبدالها بالأكيـاس متعـددة الإسـتخدامات وفـرض رسـوم علـى المـواد البلاسـتيكية الأخرى.
دور الإقتصاد الدائرى فى حل مشكلة التلوث البلاستيكى
يكتسب الإقتصاد الدائرى(والذى يتبنى سياسات إعادة التدوير) إهتماماً دولياً لحل معالجة مشكلة البلاستيك الذى لا يمكن التخلص منه أو إعادة تدويره أو تحويله إلى سماد وهذا يتطلب ضخ إستثمارات كبيرة فى البنية التحتية للتجميع وإعادة المعالجة ويمكن أن يخفض نسبة تصل إلى 80% كل عام من حجم البلاستيك بالمحيطات كما يحقق وفرات سنوية تقدر بـ 200 مليار دولار ويقلل أيضاً من إنبعاثات غازات الإحتباس الحرارى بنسبة تصل إلى 25% بحلول عام 2040.
وقد تبنى الاتحاد الأوروبي إستراتيجية أوروبية للبلاستيك منذ 2018. وهي جزء من خطة عمل الإقتصاد الدائري للاتحاد الأوروبي ، وتعتمد على التدابير الحالية للحد من النفايات البلاستيكية.
وتعتبر إستراتيجية البلاستيك عنصرًا أساسيًا في تحول أوروبا نحو إقتصاد دائري ومحايد للكربون ، حيث ستساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 وأهداف إ تفاقية باريس للمناخ وأهداف السياسة الصناعية للاتحاد الأوروبى.
كما تهدف إستراتيجية منع إستخدام البلاستيك إلى حماية البيئة وتقليل النفايات البحرية وإنبعاثات غازات الإحتباس الحراري والإعتماد على الوقود الأحفوري وتدعم أنماط إستهلاك وإنتاج أكثر استدامة وأمانًا للمواد البلاستيكية وتغيير طريقة تصميم المنتجات البلاستيكية وإنتاجها وإستخدامها وإعادة تدويرها في الاتحاد الأوروبي.
وتتطلب مكافحة التلوث البلاستيكي تعاوناً دولياً نظراً للطبيعة العالمية للمشكلة حيث يؤثر تلوث المحيطات على الكرة الأرضية بأكملها. لذلك تم إطلاق المبادرات على المستوى الدولي من قبل مجموعة الدول السبع ومجموعة العشرين والأمم المتحدة ، وفي سياق الإتفاقية الدولية لمنع التلوث من السفن (إتفاقية ماربول) وإتفاقيات البحار الإقليمية وخطط عملها.
وتأسست الشراكة العالمية بشأن الملوثات البحرية في عام 2012 بناء على طلب الحكومات لتسهيل التنسيق والتعاون للحد من الملوثات البحرية والجسيمات البلاستيكية الدقيقة ومنعها.
أدركت الهيئات الدولية أهمية معالجة التلوث البلاستيكي على سبيل المثال تم تأسيس مبادرة تمويل الإقتصاد الأزرق المستدام من قبل المفوضية ومعهد الموارد العالمية (UNEP) الأوروبية وبنك الاستثمار الأوروبي وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة تساعد .(UNEP FI) والصندوق العالمي للطبيعة ، وتستضيفها مبادرة تمويل برنامج الأمم المتحدة للبيئة تهدف المبادرة المؤسسات المالية على إستثمار اللامحدود في اقتصاد المحيطات بطريقة مستدامة والتصدي للتلوث البلاستيكي بإعتباره خطراً رئيسياً على محيطنا.
كما تبنت أكثر من 140 منظمة وشركة تأمين هذا الإطار العالمي ، الذي أقره الأمين العام للأمم المتحدة ، هو إلتزام من قبل صناعة التأمين لمعالجة المخاطر والفرص البيئية والإجتماعية والحوكمة وتعزيز مساهمة الصناعة في بناء مجتمعات وإقتصادات مرنة وشاملة ومستدامة.
تقليل مخاطر التحول نحو الاستدامة
ينتقل العالم إلى اقتصاد أكثر استدامة لذا يجب على شركات التأمين وضع التلوث البلاستيكي في الإعتبار في أطر ESG الخاصة بها وإعادة النظر فى التأمين على الصناعات التي تساهم في تغير المناخ أو الإضرار بالطبيعة والتنوع البيولوجي.
كما كان لصناعة التأمين دور كبير فى تغطية المخاطر التى تسببت الكوارث الطبيعية بها و تقدر بـ 105 مليار دولار على مستوى العالم ، إضافة إلى ذلك سيكون هناك زيادة فى المطالبات الناتجة عن مخاطر الوفيات والأمراض المستقبلية التي قد تتحملها شركات التأمين نتيجة تغير المناخ وزيادة تناول البلاستيك عبر السلسلة الغذائية. لاطسرت يكي
دور شركات التأمين فى معالجة مخاطر التلوث البلاستيكى
تساهم شركات التأمين في الحد من مخاطر التلوث البلاستيكي من خلال ما يلى :
- إتباع سياسات التقليل من إستخدام البلاستيك داخلياً
إتجهت العديد من شركات التأمين للتقليل من إستخدام البلاستيك داخل الشركة فى إطار تبنى سياسات الحد من التلوث البلاستيكي .
- تضمين مخاطر التلوث البلاستيكي ضمن مخاطر الحوكمة البيئية والإجتماعية والمؤسسية ESG
من خلال وضع أهداف سنوية لتقليل البصمة البلاستيكية والتخلص من إستخدام العبوات البلاستيكية غير الضرورية وغير القابلة لإعادة التدوير وإستخدام البلاستيك أحادي الإستخدام والعمل على تطوير المنتجات
والخدمات التي تقلل من المخاطر والتى لها تأثير إيجابي على القضايا البيئية والاجتماعية والحوكمة وتطبيق إدارة أفضل للمخاطر.
- دعم المعرفة والوعي بين العملاء
من الممكن لشركات التأمين المساهمة في تحسين الوعي بالمخاطر المرتبطة بالتلوث البلاستيكي من خلال نشر الوعى بمخاطر إستخدام البلاستيك .
- تضمين مخاطر التلوث البلاستيكي ضمن نماذج تقييم الخطر لدى شركات التأمين
من الأهمية بمكان أن يتم مراعاة تقييم المخاطر المتعلقة بالتلوث البلاستيكى عند الاكتتاب فى الخطر كما يتم فى المخاطر المتعلقة بالكوارث الطبيعية والأوبئة والإرهاب وتغير المناخ والمخاطر السيبرانية … الخ.
- تقليل البصمة البلاستيكية
إحدى الطرق التى تتبعها شركات التأمين هى تقليل البصمة البلاستيكية فى إعادة وإستبدال الأشياء التالفة موضوع التأمين والتأكيد على تقليل إستخدام البلاستيك وتطبيق معايير الجودة أثناء إعادة إصلاح وإستبدال الأشياء موضوع التأمين المتضررة لا سيما فى التأمين على الممتلكات والسيارات .
- تصميم منتجات تأمينية مبتكرة لتغطية المخاطر المرتبطة بالتلوث البلاستيكي
تعمل شركات التأمين على تطوير وتصميم منتجات لتغطية المخاطر المرتبطة بالتلوث البلاستيكي على سبيل المثال التأمين ضد المسؤولية عن التلوث وعلى وجه الخصوص التلوث بالبلاستيك .
الاكتتاب فى تأمين مخاطر التلوث البلاستيكى
- تأمين المسئوليات :رار الجسدية المرتبطة بالمواد الكيميائية في البلاستيك
ترتبط بعض المواد الكيميائية المستخدمة في البلاستيك بأضرار جسدية والتى يكون لها تأثير سلبى على صحة المتعاملين مع مثل هذه المواد وتغطى تأمين مسؤولية أصحاب العمل المخاطر التى يتعرض مثل هؤلاء نتيجة تحقق الخطر .
- تأمين الهندسى:
التأمين على الآلات والماكينات حيث تحتوي جميع الآلات والمنشآت والمعدات التي يغطيها التأمين الهندسي على أجزاء بلاستيكية. لذا يجب آخذ ذلك فى الإعتبار عند معاينة وتسعير هذه المخاطر فيما إذا كانت المواد البلاستيكية المستخدمة مقاومة للحريق أم لا.
- تأمين الحياة والتأمين الصحى :
يغطى تأمين الحياة والتأمين الصحى المخاطر الصحية نتيجة التعرض لمخاطر التلوث البلاستيكى والتى تؤثر على صحة الأنسان وتزيد من معدلات الوفاة لذلك تعمل شركات التأمين على الحياة على دعم وزيادة وعى العملاء وتحفيزهم لإتخاذ الإجراءات الوقائية للحد من الآثار الصحية للبلاستيك.
- تأمين السيارات
يعد قطاع السيارات أحد القطاعات ذات الإمكانات العالية لإستخدام البلاستيك المعاد تدويره ، و يمكن لشركات التأمين على السيارات أن تقوم بتقديم حوافز تشجيعية للإصلاحات التى تتم على السيارات بموجب التغطية التأمينية لإعادة إستخدام قطع الغيار والأجزاء البلاستيكية مرة أخرى بدلا من إستبدالها لتقليل النفايات البلاستيكية .
رأى الاتحاد :
يحرص الاتحاد المصرى للتأمين دائما على متابعة القضايا البيئية والإجتماعية والقضايا المتعلقة بالتنمية المستدامة و إنعكاس ما يطرأ عليها من مستجدات على الصعيد العالمى والمحلى وإيماناً منه بأهمية الدور الذى يلعبه التأمين فى مواجهة مثل هذه القضايا وتقديم حلول لمخاطر التلوث البلاستيكى وتغيير المناخ وإنعكاس ذلك على قطاع التأمين من أهمية رفع الوعى بمخاطر التلوث الناتج عن البلاستيك وبحث مدى إمكانية تقديم المزيد من المنتجات التأمينية المناسبة لمواجهة تلك المخاطر نحو تحقيق لمبادىء التنمية المستدامة.
وقام كان للاتحاد دور فعال فى إتخاذ خطوات نحو تطبيق مبادىء التنمية المستدامة ومواجهة آثار التلوث والتغير المناخى من بينها ما يلى :
- إنشاء لجنة متخصصة للتأمين المستدام.
- إنشاء لجنة متخصصة للتأمين الزراعى.
- توقيع بروتوكول تعاون مع مركز الإستدامة التابع للهيئة العامة للرقابة المالية.
- عقد العديد من ورش العمل والمؤتمرات والندوات لمناقشة موضوع التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية وتحقيق التأمين المستدام.
- العمل عن كثب مع كبار وسطاء وشركات إعادة التأمين لتحديد الحل المثل لمواجهة أخطار المناخ والتى سيكون منها على سبيل المثال لا الحصر إنشاء مجمعة للأخطار الطبيعية.
هيئة البريد تصدر طابع بريد تذكاريًّا بمناسبة مرور ١٠٠ عام على رحيل فنان الشعب سيد درويش
أصدرت الهيئة القومية للبريد طابع بريد تذكاريًّا بمناسبة مرور ١٠٠ عام على رحيل فنان الشعب س…