ما وراء «حرب أكتوبر».. كيف مهدت إستراتيجية مصر الطريق إلى السلام وإنهاء الصراع؟

تمكنت حرب أكتوبر 1973 من تحقيق العديد من الأهداف الهامة، فليكن الهدف فقط استعادة الأرض ولكن أيضا العمل على إنهاء حالة الصراع والإستنزاف العربي، ورسم معالم السياسة المصرية في إشاعة السلام وحقنن الدماء
ويقول اللواء طه المجدوب أحد أبطال حرب أكتوبر في كتابه حرب أكتوبر.. طريق السلام كان يوم السادس من أكتوبر بمثابة صاعقة انقضت على رأس اسرائيل فزلزت كيانها وأفقدتها توازنها في هذا الوق كانت إسرائيل شديدة الثقة بالنفس

وأوضح الكاتب “فتحت بالقوة طريق السلام، بعد سنوات مضنية من الجهود المصرية والعربية والدولية التي أعقبت حرب يونيو 1976 ولم تسفر عن أي نتائج أو تفتح أي طريق لحل النزاع في الشرق الأوسط.. كانت حرب أكتوبر هي الآداة الضرورية للوصول إلى مثل هذه النتائج ومدخل إلى الحل السياسي.”

استراتيجية مصر من أدل تحقيق السلام، لم تنبع من قلب معركة أكتوبر، بل أنها قد رسمت قبل ان تبدأ الحرب، واعتبرت الحرب جزء من هذه الاستراتيجية الشامة، التي تضمنت أدوات أخرى بخلاف الاداة العسكرية .. ما حدث يوم 16 أكتوبر 1973 وضحت معالم السياسة المصرية ونواياها السلمية ورغبتها الصادقة في اشاعة السلام وحقن الدماء.”

وشرح الكاتب “في يوم 16 أكتوبر من تطور سياسي هام بمبادرة السلام التي طرحها الرئيس السادات، شهد كذلك دخول البترول ساحة المعركة فقد قررت منظمة “أوبك” رفع سعر برميل البترول بنسبة 70% ولما كانت الدول العربية الخليجية تحتل مركزا مسيطرا داخل المنظمة، فقد إعتبرت هذه الخطوة مبادرة اقتصادية من الدول العربة وابتداء من هذه اليوم دارت معركة اقتصادية على أعظم جانب من الأهمية يصاحبها جدل سياسي واسع النطاق تديره الدولتان العظميان مع مصر
هكذا مارست دول الخليج وعلى رأسها السعودية دورها الضاغط، وقد حذر الملك فيصل الولايات المتحدة بأنه مالم يتوقف دعمها لاسرائيل فستعيد السعودية النظر في سياساتها بما في ذلك ايقاف ضخ البترول . ولم تتردد السعودية ومعها الدول العربة في تنفيذ ما حذرت منه في يوم 20 أكتوبر أعلنت الإدارة الأمريكية أنها ستدعم إسرائيل بمبلغ 2,2 مليون دولار لتمويل الشحنات العسكرية الأمريكية لها, وعلى الفور أعلنت الدول العربية حظر صادرات البترول إلى الولايات المتحدة. بذلك تأكد دور البترول كسلاح فغال لتحقيق أهداف سياسية.”