رائدة أعمال مصرية: فكرة Clawn In جاءت من التأثير السلبي للسوشيال ميديا على الأطفال .. والشغف لم يعد محركا أساسيا في رحلة رواد الأعمال
أجرى الحوار/ نادية فوزي
تفاجأت سارة المازني بالتغييرات الكبيرة التي طرأت على صناعة لعب الأطفال في السنوات الأخيرة، حيث أصبحت الابتكارات التكنولوجية تسيطر على السوق، وبدأت الألعاب الإلكترونية تحل محل الألعاب التقليدية.
لكن بدلاً من الاستسلام لهذه التحديات، قررت سارة الابتكار والتميز، أسست شركتها “Clawn In” والتي تهدف إلى تصميم وتصنيع ألعاب تحفز الخيال والإبداع لدى الأطفال وتشجع على اللعب الجماعي والنشاطات الخارجية.
لكن تمويل مثل هذا المشروع ليس بالأمر السهل. لذلك، استخدمت سارة منتجات التمويل المتاحة في البنوك وبرامج الدعم لريادة الأعمال لتأمين التمويل اللازم لتأسيس شركتها وتطوير منتجاتها.
على الرغم من نجاحاتها في العمل وتوسيع نطاق عملها، إلا أن سارة كانت تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي أحد أخطر ما يواجه الأطفال في عصرنا الحالي. لذا، قررت سارة أن تبني استراتيجيتها التسويقية على الاتصال المباشر مع العملاء والاعتماد على التواجد الشخصي في المعارض والفعاليات المحلية.
وبفضل إصرارها وتصميمها، نجحت سارة في بناء شركة ناجحة تقدم منتجات ذات جودة عالية وتحظى بشعبية كبيرة بين الأطفال وأولياء الأمور على حد سواء. كانت رحلتها ملهمة للكثيرين، حيث تجسدت فيها قصة النجاح لامرأة استثنائية تغلبت على التحديات وبنت مستقبلًا مشرقًا بالإبداع والتميز.
شكرًا جزيلاً لوقتك لإجراء هذا الحوار معنا. يمكن أن نبدأ الحوار معكي بمشاركتنا قصة تأسيس شركتك “Clawn In” وما الذي دفعك للانطلاق في هذه الرحلة؟
بدأت فكرة “Clawn In” من رغبتي الشديدة في تقديم ألعاب تعزز الإبداع والتفاعل الاجتماعي بين الأطفال. كنت أعتقد أن هناك حاجة للعودة إلى أساسيات اللعب البسيطة والمسلية بعيدًا عن التكنولوجيا الرقمية السائدة. فأطلقت “Clawn In” لتصميم وتصنيع ألعاب تشجع الأطفال على الخيال والنشاط في الهواء الطلق.
ما رؤية شركة Clawn In في عالم منتجات وأنشطة الأطفال؟
المنتجات والأنشطة التفاعلية التي تقدمها شركة Clawn In تستهدف الأطفال من سن 4 سنوات وحتى 10 سنوات وأجد إنها مرحلة عمرية هامة جدا ومحورية، حيث يخوض الأطفال تجارب مهمة تشكل شخصيتهم وتؤثر على تطورهم البدني والعقلي، كما يتعلمون اللغة والتواصل بشكل أفضل، ويبدأون في فهم العلاقات الاجتماعية والتعاون مع الآخرين، يبدأون في الذهاب إلى المدرسة واكتشاف عالم المعرفة، ويتعلمون مهارات القراءة والكتابة والحساب.
ما هي التحديات التي تواجه سوق لعب الأطفال في الفترة الحالية؟
سوق لعب الأطفال في مصر يعد من الأسواق الحيوية والمتنامية باستمرار، حيث تشهد الصناعة تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، السوق بلغ أكثر من 700 مليون جنيه، حيث أن الأسر المصرية تعد دائمًا على استعداد لتوفير الألعاب والمنتجات الترفيهية لأطفالها، مما يخلق فرصًا كبيرة للشركات ورجال الأعمال في هذا المجال، وأجد أن الفرص الرئيسية تتمثل في تقديم تشكيلة متنوعة ومبتكرة من الألعاب التي تلبي احتياجات واهتمامات الأطفال المصريين، مع التركيز على الجودة والأمان.
ومع ذلك، يواجه سوق لعب الأطفال في مصر بعض التحديات أيضًا، حيث تعد الألعاب الإلكترونية أهم منافس للألعاب التقليدية،كذلك تحديات الألعاب المستوردة وبصفة رئيسية المستوردة من الصين وهي تمثل ما يقارب من 90% من السوق بالإضافة إلى التحديات المتعلقة بالتوزيع والتسويق.
بالرغم من التحديات، إلا أن سوق لعب الأطفال في مصر مليء بالفرص للشركات الراغبة في الاستثمار والابتكار، خاصة مع تزايد الوعي بأهمية تطوير مهارات الأطفال من خلال اللعب والتفاعل الإبداعي.
كيف لعب الإبداع والابتكار دورا في بدء عملك؟
لقد بدأت عملي بشكل تقليدي بالكامل، فقد كنت أعمل في إحدى المدارس وكنت أؤدي عملي المعتاد في تعليم الأطفال في المرحلة الابتدائية، ولاحظت أن وسائل التواصل الإجتماعي لديها تأثير طاغي على وعيهم بدرجة كبيرة، وكنت أتناقش مع أولياء الأمور حول هذا الأمر، وأوضحوا أنهم أيضا مدركون لأخطار وسائل التواصل الاجتماعي على أطفالهم، وأنهم يريدون حلولا لهذا الأمر، لهذا بحثت كثيرا في هذا الأمر ووجدت مجموعة من الألعاب التي تناسب هذه الفئة العمرية، وقمت بدمجها في مجموعة من الأنشطة التفاعلية وبنيت أول ورشة عمل بالاعتماد على هذه الخطة والتي نالت إعجاب أولياء الأمور، لذلك قررت إعادة بناء هذه الألعاب بما يتناسب مع احتياجات هذه العصر وانطلق عملي من هذه النقطة. وأجد أن ما يحركني في هذه الرحلة ليس الشغف على الإطلاق وإنما هو احتياج لهذه الخدمات والمنتجات تمكنت من سدها عبر الوصول إلى الجمهور الملائم، كما أنني لم أعمل على إعادة اختراع العجلة كما يقولون كل ما قمت به هو البحث الجيد عن منتجات لعب أطفال موجودة بالفعل وقررت دمجها في أنشطة يحبها الأطفال لذلك حققت نجاحا نتيجة استغلالها بالشكل الملائم والذي يشبع احتياجات الأطفال ويرضى عنه أولياء الأمور.
وماذا عن التمويل وأهميته لتوسع أعمالك؟
ساعدني التمويل لتوسيع نطاق الأعمال والوصول إلى أسواق جديدة، كما ساعدني في تطوير منتجات أو خدمات جديدة وزيادة الإنتاجية، والبحث والتطوير للمنتجات، وتحسين العمليات، وكذلك للترويج للعلامة التجارية وزيادة الوعي بالمنتجات.
كما ساعدني في مواجهة الشركة للتحديات المالية غير المتوقعة، مثل تكاليف الطوارئ أو تباطؤ الأعمال.
التمويل يوفر الاستقرار والقدرة على التعامل مع هذه التحديات.
ومنذ بدء رحلتي في الأعمال، شرعت في البحث عن برامج تمويل مناسبة عبر البنوك المختلفة، وحصلت على تمويل من أحد البنوك وعلى رغم من ارتفاع الفائدة إلا أن تمويل كان ملائما لاحتياجات الشركة في هذه الفترة، كما دعمني البنك بالعديد من الاستشارات القانونية والمحاسبية والإدارية والتي ساعدتني على إدارة التمويل بشكل أكثر كفاءة، وتمكنت من نقل الشركة لمستوى آخر خلال عامين، لذلك يجب على رائد الأعمال أن يبحث جيدا عن البرنامج الذي يحقق أهدافه والملائم لاحتياجاته، كما أن المرحلة التي تمر بها الشركة تؤثر أيضا في اختيار برناج التمويل والبنك المناسب.
ما حجم التأثير السلبي للسوشيال ميديا في حياة الأطفال في الفترة الحالية؟
للأسف أصبح تأثيرا سلبيا كبيرا، السوشيال ميديا تلعب دورًا هامًا في حياة الأطفال والمجتمع بشكل عام، لكني أعتقد أيضًا أنها تحمل بعض المخاطر. يمكن أن تشكل السوشيال ميديا تأثيرًا سلبيًا على صحة الأطفال النفسية وتعريضهم لمحتوى غير مناسب أو للإدمان على الشاشة. لذلك، أفضل الاهتمام بتوفير بيئة للأطفال تشجع على اللعب الخارجي والتفاعل الاجتماعي الحقيقي.
هل يمكنك مشاركتنا خططك التوسعية للشركة في المستقبل؟
نحن نتطلع إلى توسيع نطاق عملنا، حيث أننا لدينا حاليا 15 مدرسة شريكة لنا ونتطلع إلى الوصول إلى 25 مدرسة بنهاية العام الحالي، كما نسعى لضم 70 وظيفة جديدة خلال 2024، للمساهمة تطوير أفكار الألعاب والأنشطة والعملية التشغيلية، فقد نجحنا في تحقيق مبيعات بقيمة 4 مليون و200 ألف في 2023 ونسعى إلى تحقيق 5 مليون عبر تلك الأنشطة التوسعية.
استعدادا لبدء العام الدراسي الجديد..تعاون لتجهيز الشنط والأدوات المدرسية للطلاب المستحقين
في إطار الأستعداد للعام الدراسي الجديد، نظمت مؤسسة الجود الخيرية يوماً مميزاً حافلاً بالعط…