أسعار الذهب.. وائل زيادة: مبالغ في تقييمه وسيتعرض لموجة تصحيح قبل أي صعود جديد

أكد وائل زيادة، الشريك الإداري بشركة زيلا كابيتال، أن أسعار الذهب الحالية تعد مرتفعة بصورة مبالغ فيها مقارنة بالعوامل الأساسية، مشيراً إلى أن السوق يشهد حالة من “التحفيز الاصطناعي” نتيجة المضاربات وعمليات الشراء المكثفة من قبل البنوك المركزية، إلى جانب استمرار حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية.

جاء ذلك خلال فعاليات منتدى القاهرة Cairo Fourm 2025، بحضور كريم كوجاك وزير المالية ونخبة من الخبراء الاقتصاديين.

وقال زيادة: “إذا نظرنا إلى العوامل الهيكلية التي دفعت الذهب إلى مستوياته الحالية، فسنجد أن جزءاً كبيراً منها يتعلق بالتجارة والضبابية الاقتصادية، وليس فقط بالطلب الحقيقي. ورغم انخفاض مؤشر التقلبات (VIX)، فإن حالة عدم اليقين ما زالت قائمة وتدفع باتجاه أسعار غير مستدامة.”

وأضاف أن ما يسمى بـ”دعم الذهب” (Gold Backing)، أي نسبة الكتلة النقدية العالمية إلى احتياطات الذهب، تشير إلى أن المعدن الأصفر بات مبالغاً في تقييمه بشدة، موضحاً: “تاريخياً، تراوحت النسبة بين 7 و8 خلال العشرين سنة الماضية، أما اليوم فهي عند مستوى 2 فقط، ما يعني أن الذهب أعلى من قيمته العادلة بكثير. ومن ثم، فمن الطبيعي أن يواجه مقاومة قوية قبل أي ارتفاع جديد محتمل.”

وأشار إلى أنه “حتى في أفضل السيناريوهات، من الصعب أن يصل الذهب إلى مستويات 5 أو 6 آلاف دولار للأونصة قريباً، إذ من المرجح أن يشهد موجة تصحيح أولاً قبل أي صعود جديد.”

الأسواق الناشئة مرشحة للتفوق… ومصر تحتاج إلى استمرار الإصلاحات

وتوقع زيادة أن يشهد العام المقبل تفوقاً في أداء الأسواق الناشئة مقارنة بالأسواق الأمريكية والأوروبية، قائلاً: “لقد رأينا أوروبا تحقق تعافياً قوياً خلال العام الماضي، لكن الأسواق الناشئة ستكون الرابح الأكبر في المرحلة المقبلة.”

وأضاف: “مصر قطعت شوطاً كبيراً في الإصلاحات التي تعزز قدرتها على جذب رؤوس الأموال، كما تحسنت بعض المؤشرات الكلية بشكل واضح، لكن من منظور المستثمر الأجنبي في الأسهم، ما زال حجم السوق يمثل تحدياً أساسياً.”

وأوضح أن ضعف حجم التداول في السوق المصري يعد من أهم العقبات أمام تدفق الاستثمارات الأجنبية، مشيراً إلى أن بعض الصناديق العالمية لا يمكنها دخول أسهم تتداول بأقل من 500 مليون جنيه إسترليني يومياً، وهو ما لا يتوافر حالياً إلا في نطاق محدود جداً.

وشدد على أن الحل يكمن في الاستمرار في الإصلاحات الهيكلية التي تمكن الشركات من التوسع والنمو، مع الحفاظ على استقرار أسعار الصرف لجذب المزيد من المستثمرين.

السعودية والإمارات في صدارة الأداء الإقليمي

وأشار الشريك الإداري لـ”زيلا كابيتال” إلى أن أسواق الخليج تواصل إثبات قوتها، قائلاً: “السعودية أصبحت السوق الأكثر نشاطاً في المنطقة وربما في العالم النامي، بفضل الاكتتابات العامة التي تتراوح بين 3 و6 شهرياً، والإصلاحات المستمرة من هيئة السوق المالية التي جعلت السوق أكثر جاذبية للمستثمرين العالميين.”

وأضاف: “الإمارات أيضاً تقدم نموذجاً للاستقرار والمرونة، حيث تحافظ على وتيرة نمو ثابتة، ما يجعلها من أكثر الأسواق استقراراً في المنطقة.”

وتابع زيادة أن هذه العوامل تجعل من مصر والسعودية والإمارات المحاور الثلاثة الأساسية التي ستقود الأداء الإقليمي خلال السنوات القادمة.

زيادة: الذكاء الاصطناعي لن يقضي على الوظائف بل سيعيد تشكيلها

وحول تأثير الذكاء الاصطناعي على الاقتصاد المصري، أوضح زيادة أن التطور التكنولوجي سيؤدي إلى إعادة هيكلة سوق العمل وليس تدميره، قائلاً: “تماماً كما حدث مع ثورة الإنترنت في عام 2000 أو مع ظهور الحواسيب في الثمانينيات، ستختفي بعض الوظائف، لكن ستظهر أخرى أكثر إنتاجية في مجالات جديدة.”

وأكد أن سوق العمل المصري ما زال يتمتع بميزة نسبية تتمثل في انخفاض تكلفة العمالة، ما يمنحه قدرة على التكيف مع التحولات التكنولوجية، لكنه شدد على أهمية أن تدعم السياسات الحكومية استخدام الذكاء الاصطناعي في تعزيز الكفاءة والإنتاجية دون الإضرار بالعمالة القائمة.

وختم تصريحه قائلاً: “مصر تمتلك موقعاً جغرافياً متميزاً وفرصاً كبيرة في قطاعات التكنولوجيا والطاقة، وإذا أحسن استغلالها، يمكن أن تصبح مركزاً إقليمياً للتكنولوجيا المتقدمة في المنطقة.”